مجلة البنوك العدد 5 مجلد 42 الالكتروني1

اخـبـار محلية ودولية 68 المتقدمـة بالحمايـة مـن خـ ل الدعـم الحكومـي المباشـر أو برامــج الحفــاظ علــى الوظائــف. وانخفضــت نفقــات الأســر وارتفعــت مدخراتهــا بســبب التباعــد الاجتماعــي، والقيـود علـى الحركـة، وعـدم اليقيـن بشـأن المسـتقبل. وتمثــل هــذه المدخــرات الزائــدة هامشــا وقائيــا مهمــا ولكـن إنفاقهـا بسـرعة يمكـن أن يزيـد مـن زخـم التضخـم. وتعيــش البلــدان الأخــرى التــي لديهــا أعــداد كبيــرة مــن الفقــراء وضعــا أســوأ بكثيــر – لأن التضخــم المتزايــد يمكــن أن يــؤدي إلــى دفــع أعــداد أكبــر مــن ســكانها نحــو الفقـر ويفضـي إلـى تفاقـم أزمـة الغـذاء. إدارة أزمة فوق أزمة تواجـه الحكومـات اختيـاراتصعبـة فـي هـذه البيئـة التـي تكتنفهــا درجــة كبيــرة مــن عــدم اليقيــن. وينبغــي أن تركــز علـى أكثـر احتياجـات الإنفـاق إلحاحـا وعلى تعبئـة الإيرادات لأدائهـا. ونوصــي بوضــع اســتراتيجيات ماليــة تتمتــع بالمرونــة وسـرعة الاسـتجابة يتـم تصميمهـا تبعـا لظـروف كل بلد على حدة. فـي الاقتصـادات الأشـد تضـررا مـن الحـرب فـي أوكرانيـا والعقوبــات علــى روســيا، يتعيــن أن تتحــرك سياســة الماليـة العامـة لمواجهـة الأزمـة الإنسـانية والتصـدي للاضطرابــات الاقتصاديــة. ونظــرا لارتفــاع التضخــم وأســعار الفائــدة، ينبغــي توجيــه الدعــم مــن الماليــة العامــة نحــو الفئــات الأشــد تضــررا والمجــالات ذات الأولويــة. فـي البلـدان التـي تحقـق نمـوا أقـوى ولا تـزال الضغـوط التضخميــة فيهــا كبيــرة، ينبغــي أن تواصــل سياســة الماليــة العامــة الابتعــاد عــن الدعــم والعــودة إلــى الأوضــاع العاديــة. فــي عــدد كبيــر مــن اقتصــادات الأســواق الصاعــدة والاقتصــادات منخفضــة الدخــل التــي تواجــه ضيــق أوضـاع التمويـل أو مخاطـر الوقـوع فـي حالـة مديونيـة حرجـة، يتعيـن علـى الحكومـات ترتيـب أولويـات الإنفـاق وتعبئــة الإيــرادات للحــد مــن مواطــن التعــرض للمخاطــر. البلــدان المصــدرة للســلع الأوليــة التــي تنتفــع مــن ارتفـاع الأسـعار ينبغـي أن تغتنـم الفرصـة لإعـادة بنـاء هوامشــها الوقائيــة. وينبغـي للحكومـات أن تعطـي الأولويـة لحمايـة أضعـف الفئــات فــي ظــل تحركاتهــا لمواجهــة طفــرة الأســعار الدوليــة للســلع الأوليــة. ويتمثــل أحــد الأهــداف الحيويــة لذلــك فــي تجنــب حــدوث أزمــة غــذاء مــع الحفــاظ علــى التماســك الاجتماعــي. وفــي اســتطاعة البلــدان التــي لديهــا شــبكات أمــان اجتماعــي متطــورة بشــكل جيــد أن تقـدم التحويـ ت النقديـة المؤقتـة والموجهـة إلى الفئات الضعيفــة مــع الســماح بتعديــل الأســعار المحليــة. وسـوف يحـد ذلـك مـن الضغـوط علـى الموازنـات ويولـد الحوافــز الصحيحــة لزيــادة الإمــدادات (مثــل الاســتثمار فــي الطاقــة المتجــددة). ويمكــن أن تســمح بلــدان أخــرى بتعديــل الأســعار المحليــة بوتيــرة أكثــر تدرجــا وأن تســتخدم الأدوات الموجــودة لمســاعدة أكثــر الفئــات المعرضــة للمخاطــر خــ ل هــذه الأزمــة، بينمــا تتخــذ الخطــوات اللازمــة لتعزيــز شــبكات الأمــان. أمـا زيـادة ارتفـاع أسـعار الوقـود الأحفـوري فتلقـي الضوء علــى الحاجــة الملحــة إلــى تعجيــل التحــول إلــى مصــادر الطاقـة النظيفـة والمتجـددة ممـا سـيعزز أمـن إمـدادات الطاقــة ويســاعد علــى تنفيــذ جــدول الأعمــال العاجــل بشـأن المنـاخ – فنحـن بعيـدون بشـكل كبيـر عـن مسـار الإبقـاء علـى الاحتـرار العالمـي فـي حـدود درجتين مئويتين. % مــن البلــدان منخفضــة الدخــل إمــا يواجــه 60 وحوالــي مخاطـر كبيـرة مـن الوصـول إلـى حالـة المديونيـة الحرجـة، أو وصــل لهــذه الحالــة بالفعــل. وتواجــه هــذه البلــدان -، كمــا أنهــا معرضــة بصفــة 19 ندوبــا دائمــة مــن كوفيــد خاصــة لمخاطــر ارتفــاع أســعار الغــذاء، نظــرا لارتفــاع حصـة الإنفـاق علـى المـواد الغذائيـة فـي ميزانيـات الأسـر المعيشـية فيهـا. وبالتالـي فهـذه البلـدان فـي حاجـة إلـى دعــم المجتمــع الدولــي. ولكــن هنــاك حاجــة أكبــر إلــى اتخــاذ إجــراء جماعــي. وبــات التعـاون العالمــي ضــرورة حتميــة لمعالجـة المشـكلات الملحــة والعاجلــة التــي تواجــه العالــم: أزمــات الطاقــة والغــذاء، والجوائــح فــي الحاضــر والمســتقبل، والديــون، والتنميــة، وتغيــر المنــاخ. صندوق النقد الدولي: بقلـم جون-مـارك فورنييه، وفيتور غاسـبار، وباولو ميداس، وروبيرتو أسـيولي بيريللي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTAzNjM0NA==