مجلة البنوك العدد 9 مجلد 43 الالكتروني1

مقابلة العدد 22 بالصدمــات الناتجــة عــن تغيّــرات الأســعار المحلّيّــة وأســعار الصــرف للعمــ ت المتداولــة فــي الســوق الفلســطينيّ. لكنّهــا فــي المقابــل، وبالاتّســاق مــع أحــد أهــمّ أهدافهــا الرئيســة، المتمثّــل فــي تأميــن اســتقرار النظــام المالــيّ (المصرفــيّ وغيــر المصرفــيّ)، حرصــت علــى الــدوام علــى تهيئــة بيئــة مؤسّســيّة وتنظيميّــة مناســبة تحكــم عمــل هــذا القطــاع، وإكســابه المرونــة اللازمـة لمواكبـة أحـدث التطـوّرات المصرفيّـة العالميّـة. وتمكّنـتسـلطة النقـد من إبقـاء القطاع المصرفـيّ آمناً سـليماً معافى، قادراً على مسـايرة حجم الأعباء الملقاة علـى عاتقـه فـي ظـلّ الظـروف والأوضـاع الّتـي تعيشـها فلســطين، ومــا يتطلّبــه ذلــك مــن مراقبــة ومتابعــة حثيثـة ومسـتمرّة للتحدّيـات والمخاطـر الّتـي يعانـي منهـا الاقتصـاد الفلسـطينيّ، لتخفيـفمـن تأثيراتها المحتملة علـى كفـاءة العمليّـة المصرفيّـة، والنشـاط الاقتصـاديّ، وبمــا يســهم فــي الحفــاظ علــى حالــة مــن الاســتقرار المالــيّ تضمــن انســيابيّة الأعمــال المصرفيّــة والماليّــة. فشــكّلت الرقابــة المصرفيّــة الحصيفــة الّتــي تنتهجهــا ســلطة النقــد صمــام الأمــان لهــذا القطــاع، وبفضلهــا اســتطاعت الصناعــة المصرفيّــة المحافظــة علــى متانتهــا واســتقرارها، رغــم الظــروف الاقتصاديّــة والماليّــة الصعبــة، ومواجهــة تداعيــات العديــد مــن المخاطــر والتحدّيــات، وتخفيــف تأثيراتهــا المحتملــة علــى أصــول القطــاع المصرفــيّ وأنشــطته ومؤشّــراته الرئيســة، والمحافظــة علــى ســ مته وســ مة أمــوال المودّعيــن، وبمــا يمهّــد الســبيل لمواصلــة دوره فــي تقــدّم الاقتصــاد. ويضــاف إلــى ذلــك التقييــم الــدوريّ المتواصــل الّــذي تقــوم بــه ســلطة النقــد للمخاطــر الّتــي تهــدّد اســتقرار هـذا القطـاع، والتخفيـف مـن آثارهـا وتداعياتهـا، وتعزيـز مبــادئ الرقابــة المصرفيّــة الفعّالــة المبنيّــة علــى المخاطــر، وتحديــث الأطــر التنظيميّــة والإشــرافيّة مــن ، وتوفيــر بنيــة مدفوعــات III خــ ل تطبيــق معاييــر بــازل وائتمـان قويّتيـن، ومراقبـة الامتثـال للقوانيـن والأنظمة، خصوصــاً تعليمــات الحوكمــة، وقانــون مكافحــة غســل الأمــوال وتمويــل الإرهــاب، واســتخدام مجموعــة واسـعة مـن السـقوف التحوّطيّـة، بمـا فـي ذلـك نسـب الاحتياطيّـات المطلوبـة، والحـدّ الأدنـى لمتطلّبـات رأس المال، ونسب السيولة المثلى، والقيود المفروضة على تركّـز الائتمـان، وتقلّبـات العملـة، والتعليمـات المتوافقة مـع مبـادئ وتوصيـات لجنـة بازل، والممارسـات الفضلى ذات العلاقــة. كمـا وضعـتسـلطة النقـد أيضـاً جملـة مـن الإجـراءات والتدابيــر موضــع التنفيــذ العملــيّ، بمــا فــي ذلــك تعزيــز اســتخدام اختبــارات التحمّــل باعتبارهــا أداة رئيســة وجـزءاً لا يتجـزّأ مـن إدارتهـا الشـاملة للمخاطـر، وترتيبـات اســتمراريّة العمــل والتعافــي مــن الكــوارث، والحــدود الدنيــا مــن متطلّبــات رأس المــال، إلــى جانــب إلــزام المصــارف بالاحتفــاظ باحتياطيّــات كافيــة لمواجهــة التقلّبــات الدوريّــة، والقيــود علــى التوظيفــات الخارجيّــة، ومخاطــر التركّــز، ومخاطــر الطــرف المقابــل، ومخاطــر الدولــة، وتعزيــز اســتخدام ســجلّ معلومــات الائتمــان، لمسـاعدة القطـاع المصرفـيّ علـى إجـراء تقييـم أفضـل للجــدارة الائتمانيّــة للمقترضيــن. وهدفـتسـلطة النقـد من خـ ل تطبيق هـذه الإجراءات إلــى المواءمــة بيــن ضمــان ســ مة واســتمراريّة عمــل القطــاع المصرفــيّ مــن جهــة، والاســتمرار فــي تقديــم مختلـف الخدمـات المصرفيّـة ودعـم مختلـف الأنشـطة والقطاعــات الاقتصاديّــة وقطــاع الأعمــال والجمهــور المحلّــيّ مــن جهــة ثانيــة، وضــخّ الســيولة المطلوبــة بمختلــف العمــ ت وبالآجــال، وبشــروط وتكاليــف ميسّـرة، الأمـر الّـذي أسـهم فـي التخفيـف مـن الظـروف الصعبـة الّتـي يعيشـها الاقتصـاد الفلسـطينيّ، ومكـن القطــاع الخــاصّ، وقطّــاع الأعمــال، والرياديّيــن مــن الشــباب والنســاء، مــن الاســتثمار، وخلــق مزيــد مــن فــرص العمــل، وتحفيــز النمــوّ. وممّا لا شـكّ فيه أن سياسـات وإجراءاتسـلطة النقد وأدائهـا المتّـزن فـي مجـال الرقابـة والإشـراف قـد لعـب دوراً محوريّــاً فــي المحافظــة علــى الاســتقرار المالــيّ، باعتبــاره ركيــزة أساســيّة للتنميــة، والمحافظــة علــى مقوّمــات الاقتصــاد الفلســطينيّ، وبمـا يمهّــد الســبيل للوصــول إلــى تحقيــق الاســتقرار الاقتصــاديّ. ملحم: تمكّنتسلطة النقد الفلسطينيةمن إبقـاء القطـاع المصرفـيّ آمنـاً سـليماً معافــى، بالرغــم مــن حجــم الأعبــاء الملقـاة علـى عاتقـه فـيظـلّ الظروف والأوضــاع الّتــي تعيشــها فلســطين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTAzNjM0NA==