مجلة البنوك العدد 9 مجلد 42 الالكتروني1

دراسات 53 البيانــات أنــه عنــد اســتخدام هــذه المعلومــات فــي المعالجــة فإنهــا تمثــل انعــكاس حقيقــي لمالــك البيانــات، وتقــع مسـؤولية الحفـاظعلـىسـ مة البيانـات وصحتهـا علـى عاتـق المالـك. ففـي العالـم الرقمـي يجب أن تكون الثقة والشـفافية والانفتــاح جــزءاً لا يتجــزأ مــن النظــام. إن مـا يـؤرق المؤسسـات هـو مـا يتوجـب فعلـه لكسـب ثقـة العمــ ء بشــكل أفضــل؟ فالاســتجابة لتســاؤلات العمــ ء يحقــق الفــوز بحصــة ســوقية كبــرى وربحيــة أعلــى. هنــاك العديـد مـن الجوانـب الرئيسـية للثقـة الرقميـة التـي تحتاجهـا المؤسســات كأســاس لمعالجــة اســتراتيجيات التحــول الرقمــي، كأن تحافــظ المؤسســات علــى قاعــدة صلبــة مــن الثقة الرقمية عبر دمجها في استراتيجية ونهج متماسكين علــى مســتوى المنظمــة. حيــث تشــمل العوامــل التــي تؤثــر علـى الثقـة الرقميـة الجـودة والتوافـر والأمـان والخصوصيـة والأخــ ق والنزاهــة والشــفافية والصــدق والمرونــة. بالاضافـة للمجـالات الأخـرى التـي تعـزز الثقـة الرقميـة مثـل اســتراتيجية حوكمــة تكنولوجيــا المعلومــات، وتكنولوجيــا المعلومـات، وإدارة المخاطـر، والضمـان، والامتثـال. إن هـذه المجــالات يجــب إدارتهــا بشــكل شــامل ضمــن اســتراتيجية الثقــة الرقميــة للمؤسســة ممــا يخلــق فرصــة للتقــدم ومشــاركة الخبــرات وإظهــار القيــادة ضمــن اســتراتيجية شـاملة متماسـكة. ويبقـى تحديد أولويات وقيـاسومواءمة الثقـة الرقميـة أمـراً هامـاً تتحملـه المؤسسـات لدعـم الثقـة الرقميــة التــي تدفــع بالابتــكار والتحــول الرقمــي وترتيبهــا حســب الأولويــة فــي القــدرة علــى البقــاء والتنافســية وجنــي فوائــد التحــول الرقمــي. وهنــا يأتــي دور الادارات فــي تذليــل العقبـات التـي تتعـرض لهـا الثقـة الرقميـة مثـل الافتقـار إلـى المهـارات والتدريـب، وعـدم التوافق مع الأهداف التنظيمية، ونقــص المــوارد التقنيــة والتمويــل. إن قيـاس الثقـة الرقميـة أمـر بالـغ الأهميـة لتحسـين نضـج المنظمــة وقدرتهــا علــى تحقيــق مكاســب التحــول الرقمــي وخلــق القيمــة مــن خــ ل المراجعــات الداخليــة وتقييمــات الجهــات الخارجيــة والاســتطلاعات والأبحــاث باســتخدام المعلومــات المكتســبة فــي المقارنــة مــع المؤسســات المماثلــة والتحليــ ت الأخــرى. وهــذا مــا يســاعد فــي تقليــل انتهـاكات الخصوصيـة وحوادث الأمن السـيبراني، وموثوقية البيانـات وتحسـين عمليـةصنـع القرار وزيـادة معدلات جذب العمـ ء والاحتفـاظ بهـم وضمـان ولائهـم، بابتـكارات أسـرع وعوائـد أعلـى. ولكـي تنمـو الشـركات وتنجـح عليهـا أن تـدرك بــأن النمــو الرقمــي يجــب أن يعالــج التطــورات التكنولوجيــة المســتمرة بالإضافــة إلــى الفــروق الدقيقــة فــي الاحتياجــات البشــرية والثقافــة والمواقــف. إذا كانــت المؤسســات سـتطلب المزيـد مـن الثقـة مـن أصحـاب المصلحـة فيتوجب عليهــا فهــم كيفيــة كســب تلــك الثقــة ضمــن مســتويات الراحــة للمســتخدمين. تــدرك العديــد مــن الشــركات بالفعــل أن الاهتمــام بالثقــة الرقميــة يمنحهــا ميــزة تنافســية وهــذا مــا ينعكــس علــى سـمعتها و أرباحهـا. لـذا تحـدد الثقـة الرقميـة ببعـض الطـرق التـي يمكـن لمقدمـي الخدمـاتمن خلالها وضـع الثقة الرقمية فــي الممارســة العمليــة. إن الموظفــون الذيــن يعملــون فــي مجــالات الأمــان أو التدقيــق أو الحوكمــة أو المخاطــر أو الخصوصيـة يلعبـون دوراً أساسـياً فـي دفـع الثقـة الرقمية إلى الأمــام مــن خــ ل فهــم أدوارهــم عبــر إنشــاء وتقييــم وتعديــل وتنفيـذ ممارسـات الثقـة الرقميـة داخـل مؤسسـاتهم، بمـا فـي ذلـك إجـراء عمليـات التدقيـق المنتظمـة للتأكـد مـن الضوابـط، ومواكبــة التطــورات فــي التكنولوجيــا الناشــئة مــا يمنــح المؤسســات الثقــة والإذن اللازميــن للنجــاح فــي الاقتصــاد الرقمــي وكســب الثقــة الرقميــة.

RkJQdWJsaXNoZXIy MTAzNjM0NA==